الأربعاء، ١٨ فبراير ٢٠٠٩

الكذبة الأولى: كذبة الهبوط


الحلقة الأولى: بعد الألف


وقف احدهم على الباب، نظر لي، اندهش، لم يرى كائنا بشريا من قبل، لم يخرج من كوكبه أبدا، لم يظن أن هناك نوعا آخر من المخلوقات، أنا افهم اندهاشه، و افهمه هو شخصيا، أما هو فهذه أول صدمة يتعرض لها.


الأمر لا يحتاج إلى أن أكون رائد فضاء، كل ما أفادني هو العلم، فقط العلم، بل معلومة واحدة فقط "هناك في مكان ما (قد أعرفه – قد أجهله) كائنات أخرى، ربما تكون (عاقلة – أو غير).


لهذا أنا الذي لم يندهش و هو غريب، و هو الذي ارتبك و أنا لم أمثل له تهديدا.


اتخذ موقفا دفاعيا ثم هجوميا، لم يفاجئني تصرفه، أعرف أسبابه،تصورا: أنا لست مطابقا للمواصفات.


هذا هو سببه الذي سينسف نوعا كاملا لأجله، أنا و أنت من هذا النوع.


في كوكبه كل الكائنات تشبه بعضها، يخرجون من مضخات سائلين، و يمضوا فترة في قوالب متشابهة، يتحولوا إلى صلب لا ينصهر و لا يعاد تشكيله.أعينهم بلا قيمة على كوكبهم صاحب الشكل الواحد، الكرسي يشبه السرير يشبه المكتب يشبه السيارة يشبه الكائن الحي يشبه قائدهم يشبه الكوكب ذاته، فالقالب احتوى الكوكب بما عليه.


الآن هو مصاب بالجنون، حدث ما أوقعه على ارض المتناقضات، كوكب المعجزات كما اسميه، و ليس السبب في جنونه هو سقوطه على رأسه مثلا إن كان له رأس من الأساس، السبب هو نضاله المستمر و العنيف من أجل قولبة عالمي أنا، ليصبح عالمه هو ، الذي تعود عليه.


هل نجح؟ هل هو في طريقه للنجاح؟ هل يمكن أن ينجح؟ هل سيقتلني الآن!...أنا افهمه لكني لا أعلم الغيب، و لا أعلم إن كنت سأستطيع مقاومته، أم سيكون مصيري كألف غيري نشرت صورهم في نشرات الأخبار منذ أن وصل الأرض ضيفنا اللدود.


يتبع